أثارت صحيفة "شارلي إبدو" موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، بعد نشرها كاريكاتيرا يسخر من كارثة زلزال تركيا وعدد الضحايا الكبير الذي خلفه.
والثلاثاء، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، ارتفاع عدد ضحايا الزلزالين اللذين وقعا في البلاد الاثنين، إلى 3 آلاف قتيل و703، و 22 ألفاً و286 حالة إصابة حتى الآن.
ونشرت الصحيفة الفرنسية عبر حسابها في "تويتر" كاريكاتيرا بعنوان "رسم اليوم"، وأظهر عددا من المباني المدمرة بفعل الزلزال في تركيا، وعلقت على الرسم "لا داعي لإرسال دبابات".
وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالن"، في تغريدة على "تويتر" تعليقا على الصورة: "البرابرة المعاصرون! فلتغرقوا في غضبكم وكراهيتكم".
Modern barbarlar!
— İbrahim Kalın (@ikalin1) February 7, 2023
Kin ve nefretinizde boğulun. https://t.co/FS2S4WGR5C
وقالت "كاريل فالانسي" محررة الشؤون الدولية السابقة في صحيفة "شالوم" التي يصدرها يهود تركيا: "هذا الكارتون مخزي! المجلة تسخر من معاناة آلاف الأشخاص!".
C'est honteux cette caricature! vous moquez de la souffrance des millier de personnes en pain! https://t.co/5QdtBf2ghk
— Karel Valansi (@karelvalansi) February 7, 2023
وعلّق "مصطفى كامل" على الكاريكاتير موضحا معناه من وجهة نظره: "المعنى، أن تركيا دَمّرها زلزال ولا داعي لإرسال قوات عسكرية لتدميرها. هل رأيتم سفالة كهذه؟ إنها عنصرية الفرنكفونية وهمجية الفرنكفوني كما طفحت من بالوعة شارلي إيبدو اليوم".
زلزال في تركيا..
— مصطفى كامل (@mustafakamilm) February 7, 2023
لا حاجة بنا لإرسال دبابات.
والمعنى، أن #تركيا دَمّرها زلزال ولا داعي لإرسال قوات عسكرية لتدميرها.
هل رأيتم سفالة كهذه؟
إنها عنصرية الفرنكفونية وهمجية الفرنكفوني كما طفحت من بالوعة شارلي إيبيدو @Charlie_Hebdo_ اليوم.#CharlieHebdo pic.twitter.com/FUHpV5Petk
وقال "يورجن توودنهفير": "تسخر شارلي إبدو من زلزال تركيا.. إنه لأمر مقرف أن تسخر من معاناة الآخرين.. عليكي اللعنة".
Die Satire-Zeitschrift Charlie Hebdo macht sich über das Erbeben in der Türkei lustig. „Jetzt brauchen wir nicht einmal mehr Panzer schicken“. Ekelhaft, sich über das Leid anderer lustig zu machen. Fuck you, @Charlie_Hebdo_ pic.twitter.com/EqsRJXvuNf
— Jürgen Todenhöfer (@J_Todenhoefer) February 7, 2023
فيما نشر "فوركان بوزوغلو" تغريدة بدون تعلق وتحمل فقط صورة تظهر اسم "شارلي إبدو" على ورق مرحاض.
— Furkan Bozoğlu (@BozogluFurkan) February 7, 2023
وسبق لـ"شارلي إبدو" أن أثارت الغضب أكثر من مرة بسبب رسومات الكاريكاتير المثيرة للجدل خصوصا تلك التي استهدفت شخصيات دينية إسلامية.
وفي هذا الصدد علق "روشان صالح" قائلا إن الصحيفة الفرنسية العنصرية المناهضة للإسلام تستخدم مأساة تركيا للفكاهة.
وأضاف: "إذا كان الآلاف من الفرنسيين هم من الذين ماتوا، أو اليهود أو غيرهم من مجتعات الشواذ، فلن نسمع لـ"شارلي إبدو" صوتا، لكن الأمر يتعلق بالمسلمين فقط، لذا لا ترى في ذلك غضاضة .
Racist and Islamophobic French mag Charlie Hebdo uses the trajedy in Turkey to make a joke. If it were thousands of French people dead, or Jews or LGBT or any other group, then Charlie Hebdo wouldn't touch it. But it's just Muslims so no issue. pic.twitter.com/rTSNfIEiMJ
— Roshan M Salih (@RmSalih) February 7, 2023
وقال الصحفي التركي "هاكان كوبور" إن منشور المجلة الفرنسية "ببساطة مقرف".
Bir paçavra düşünün, adı #CharlieHebdo.
— Hakan Copur (@hakancopur1) February 7, 2023
Yüzyılın afetini yaşadığımız bir felaketin ardından "Tank göndermeye bile gerek yok" diye başlık atıp güya mizah yapıyor.
Tek kelimeyle iğrençsiniz...
#charliehebdo pic.twitter.com/b8TIo0SZR6
وأضاف الدكتور "عبدالله العمادي": "صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية تسخر من آلام ضحايا زلزال تركيا.. إنه أمر مثير للاشمئزاز حقًا أن نسخر من معاناة الآخرين وبعيدًا عن أخلاقيات الصحافة، على افتراض أنها تتمسك بها وأشك في ذلك.
The French newspaper Charlie Hebdo mocks the pain of the victims of the #TurkeyEarthquake . “ Now we don’t even need to send tanks” !
— د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) February 7, 2023
It’s really disgusting to make fun of the suffering of others & far from the ethics of journalism, assuming it sticks to it & i doubt it. pic.twitter.com/iDsPRptsBP
بدوره، علق "أرنود فان دورن" واعتبر أن المنشور يجسد حقيقة الحضارة الغربية
Nauseating "humor" about thousands of deaths at Charlie Hebdo.
— Arnoud van Doorn (@ArnoudvDoorn) February 7, 2023
Text above: "Earthquake Turkey". Below: "We don't need to send any more tanks". 😠
"Western civilization" pic.twitter.com/dlpI3qwZlN
واعتبرت الصحفية الفرنسية "فايزة بن محمد" أن "شارلي إبدو" باتت عارا حقيقيا على فرنسا بسبب إثارتها خطاب الكراهية بشكل شبه يومي.
وأضافت" "رغم كل هذا ما زال البعض يلومنني لأنني لم أكن مع شارلي"، في إشارة إلى حملات التضامن عقب الهجوم المسلح على مقر الصحيفة سنة 2015.
وأكد الصحفي التركي "شافاك ملاطيا"، أنه يدرك جيدا ما تحاول شارلي إبدو الوصول إليه، متمنيا أن يتصرف طاقمها الصحفي بمزيد من الإنسانية مثلما كان فريق الإنقاذ الفرنسي الذي انتقل من تولوز إلى إسطنبول ثم إلى أضنة.
وذكر الكاتب البريطاني "حمزة تسورتزيس" عبر "تويتر"، أن ما فعلته "شارلي إبدو" دليل آخر على موت الحضارة في فرنسا العلمانية.